منذ خمس سنوات اكتشفت كميات كبيرة من الذهب شرقي السنغال، ما أظهر وجود احتياطي ضخم من المعدن
النفيس في هذه المنطقة فتسابقت عدة شركات على التنقيب هناك كما تدفق عمال المناجم والباحثون عن الثروة إلى المنطقة التي تسكنها قبائل المالينغ أملا في الثراء السريع.
و بدأ البعض في إقامة مواقع غير رسمية للتنقيب، وأكبر هذه المواقع في ديابوغو حيث يمكن لأي شخص أن يأتي ويحفر بئره الخاص للبحث عن الذهب. وقد أدى هذا الإقبال إلى تحويل ديابوغو من قرية صغيرة إلى بلدة كبيرة.
لكن اكتشاف الذهب في ديابوغو كانت له مساوئه فقد انتشرت الدعارة في المنطقة النائية، ورصدت بي بي سي نحو 80 فتاة نيجيرية أجبرن على ممارسة الجنس مع عمال المناجم في ديابوغو، وتم تهريب الفتيات من نيجيريا إلى مالي ثم عبر الحدود إلى شرقي السنغال.
الآلاف من عمال المناجم في مالي تدفقوا على ديابوغو فور علمهم بفرص التنقيب المتاحة ، يشار إلى أن مالي لها تاريخ كبير في التنقيب عن الذهب ويتمتع عمال المناجم فيها بخرة كبيرة في هذا المجال.
يستغرق حفر البئر الخاص بالتنقيب عن الذهب نحو أسبوع، ويمكن بعد ذلك العثور فورا على المعدن إلا أن باسكال دامبيلي أحد عمال المناجم يقول إن الأمر يرتبط أحيانا بالحظ.
برورما كانغارا يأخذ قسطا من الراحة بعد أن ظل طوال الصباح يحفر على عمق عدة أمتار تحت سطح الأرض بحثا عن المعدن النفيس. ويعمل كانغارا ورفاقه بدون المعدات اللازمة مثل مصابيح الإضاءة لكنه في النهاية يعود للعمل في ظل هذه الظروف الصعبة أملا في اكتشاف الذهب.
بعض الآبار قد يصل عمقها إلى ثلاثين مترا، والعمل فيها خطر للغاية فقد ينهار البئر مما يؤدي للإصابة او الوفاة كما يقول سيدي ماكالو وهو شاب سنغالي جاء من قرية مجاورة للتنقيب في المكان.
سيدات ديابوغو وجدن في حمى التنقيب فائدة كبيرة فالعمال بحاجة لمن يطهو لهم الطعام ومد يد المساعدة في بعض المهام. وفي الصورة فاطوماتا كيتا( 12 عاما) وخلفها جدتها. الجدة تقوم بالطعي وفاطوماتا تساعد بسحب الحبال لإخراج الصخور من الآبار.
مامادو ديالو أحد المختصين بعمليات الحفر في الموقع، كما انه يتولى أيضا تنقية الأحجار والصخور بعد تكسيرها وطحنها لمحاولة العثور على الذهب، يغسل ديالو الأحجار بالماء والصابون والزئبق ثم يقوم بتسخين وصب الصخور المطحونة لتأخذ لون الذهب المعروف.
بعد اتمام سحق الصخور المستخرجة وتنقيتها يقوم ذوو الخبرة بفحصها للتأكد من اكتشاف الذهب وسطها ليوضع بعد ذلك في اجولة ليتم تقاسم الغنيمة. وفي أحدى المرات تمكن أربعة حفارين من استخراج تسعة اجولة في عشرة أيام ومع ذلك فنصيب الحفار هو الأقل بين الجميع رغم ان مهمته هي الأخطر.
و في إطار العرف المتبع في المكان يأخذ زعيم القرية نصيبه من غنيمة الذهب، وأيضا إمام المسجد ووجهاء القرية والرجال الذين يتولون الحراسة وبالطبع مكتشف المعدن النفيس.
و قد وضع زعيم القرية قواعد صارمة لتنظيم العمل في التنقيب منها ضرورة انتهاء العمل في الخامسة مساء، والجمعة إجازة خاصة وأن أغلبية مسلمة تقطن هذه المنطقة . وبعد السادسة مساء غير مسموح بقيادة الدراجات الهوائية داخل المنطقة الفقيرة التي يقيم فيها عمال المناجم والتي توسع لتصبح أكبر من قرية ديابوغو نفسها.